منظمة ’البيت اليمني للموسيقى ‘ غير الربحية تستخدم الفن لمحاربة الإرهاب

 فيصل دارم من صنعاء  الشرفة 


منذ إنشائه عام 2007 ولغاية اليوم، يعمل البيت اليمني للموسيقى على تعزيز ورفع الوعي بالقضايا الوطنية ومحاربة الإرهاب من خلال الفن والغناء، كما يؤكد للشرفة مؤسسه ومديره الموسيقار اليمني فؤاد الشرجبي.
والشرجبي ملحن وموزع موسيقي له العديد من المؤلفات الغنائية والموسيقية التي تشكل أغلبية الموسيقى التصويرية للمسلسلات الدرامية في التلفزيون اليمني. عن جهد التوثيق وعن رسالة البيت اليمني للموسيقى، تحدث الشرجبي في لقاء مع الشرفة.
الشرفة: متى تأسس البيت اليمني للموسيقى وإلى ماذا يهدف؟
فؤاد الشرجبي: تأسس البيت اليمني للموسيقى في عام 2007 كمنظمة أهلية غير ربحية تعنى برصد وتوثيق الغناء التقليدي والشعبي والموسيقى اليمنية، لأنها تتعرض للعبث والاندثار. كما نعمل من أجل رفع الوعي بأهمية الموسيقى والفنون كوسيلة من وسائل التوعية بالقضايا العامة والوطنية فضلا عن دورها في الترويح عن النفس والترفيه.
وتأسيس البيت اليمني للموسيقى جاء بجهود ذاتية مني ومن الموسيقية انديرا عطشان المديرة التنفيذية للبيت، من أجل نشر الوعي الموسيقي من خلال إقامة الدورات التدريبية للهواة ولمدّرسي المدارس المتخصصة وذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضا للراغبين في التعلم والقيام بالأبحاث المتخصصة عن الأغنية اليمنية.
وبصراحة نحن نسبح ضد التيار مع انتشار ثقافة العنف والتطرف، لكننا مع ذلك قاومنا كل الضغوطات واكتسبنا سمعة جيدة جعلتنا عضوا فاعلا في كل الحملات الوطنية بشتى أنواعها.
الشرفة: ماذا تقصد بمشاركة بيت الموسيقى في الحملات الوطنية؟
الشرجبي: لقد شارك بيت الموسيقى في كل الفعاليات الوطنية والفعاليات الخاصة بالتوعية منذ سنوات، منها حملات التوعية لتشجيع الفتاة على التعليم وحملات النظافة وحملات البيئة والتحصين، وكنا مساهمين جيدا أيضا في حملات التوعية بالحوار الوطني الشامل من خلال إنتاج العديد من الفلاشات الإعلانية الخاصة بالتوعية بمخرجات الحوار، فالفن رسالة لخدمة المجتمع والإنسانية وخصوصا في قضايا التنمية.
الشرفة: وما هو برأيك دور بيت الموسيقى في التوعية بمخاطر الإرهاب؟
الشرجبي: الموسيقى تهذب النفس وتخلق توازنا نفسيا وعقليا [...] ويتعاظم دورها في ظل الأوضاع التي نعيشها من تطرف فكري وإرهاب بسبب الفراغ الكبير الذي يعيشه الشباب واستغلال الجماعات الإرهابية لطاقاتهم. لذلك الموسيقى هي إحدى الوسائل لسد هذا الفراغ واستغلال طاقات الشباب.
وأشير هنا إلى أهمية التوعية بالقضايا الوطنية من خلال الموسيقى والغناء، وخصوصا قضايا الإرهاب، وهو ما تبناه بيت الموسيقى في إنتاج عدد من الأغاني التي [...] تحارب الإرهاب وتعزز من الولاء الوطني ومن ثقافة التسامح، خصوصا بعد مجزرة السبعين التي نفذت بحق الجنود في عام 2012.
الشرفة: أعلنتم مؤخرا عن توثيق بيت الموسيقى لأكثر من 45 ألف أغنية يمنية. فماذا في تفاصيل هذا المجهود؟
الشرجبي: بيت الموسيقى استطاع إلى الآن أن يجمع ويوثّق أكثر من 45 ألف أغنية يمنية تقليدية وكلاسيكية وشعبية. فالأغاني اليمنية متنوعة جدا ومنها ما هو خاص بالأطفال، وأخرى خاصة بالزراعة وبالصيادين والعمّال، إضافة إلى تعدد أنواعها من حضرمي إلى صنعاني أو عدني أو لحجي بحسب المنطقة.
وقد تضمن التوثيق الذي تم إلى حد الآن بجهود ذاتية وبتعاون العديد من المهتمين في هذا الشأن، التوثيق للكلمات والألحان والآلات المستخدمة ونوع الإيقاع (سريع، وسط أو بطيء)، واللون والمنطقة التي يعود إليها. والعمل لا يزال جاريا حيث نحتاج إلى تمويل وإلى عشرات الفنيين للقيام بتحويل هذا الكم الكبير من الأغاني على الكاسيت والأسطوانات إلى قاعدة بيانات رقمية يسهل حفظها واسترجاعها.
وكانت لدينا علاقة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) التي زارتنا في عام 2009 وأقرت تقديم دعم فني وتقني لبيت الموسيقى. لكن أحداث 2011 قطعت التواصل وتوقف المشروع والآن نسعى للتواصل مجددا خصوصا في ظل انضمام اليمن إلى منظمة التجارة العالمية. وسنودع نسخة مما تم توثيقه من الأغاني اليمنية في الويبو من أجل الحفاظ عليه من السرقة والاستغلال من بعض الفنانين على المستوى المحلي والإقليمي.
الشرفة: ماذا عن جهود التوعية بالموسيقى والفنون خصوصا في المدارس؟
الشرجبي: لقد قمنا بالتنسيق مع وزارة التربية بدورة تدريبية لمدة شهر لمدرّسي الأنشطة والفنون في أمانة العاصمة ودورة أخرى بدعم من الصندوق الاجتماعي للتنمية لمدرّسي الأنشطة في المحافظات ضمن مشروع تجويد التعليم، وأعطيناهم دورسا في الموسيقى وكيفية التعامل مع الفئات العمرية المختلفة من خلال الدروس الموسيقية المعطاة.
ومن جانب آخر، أصدرتُ [في عام 2009] أسطوانة مكونة من 18 أغنية لرياض الأطفال والتي اعتمدت ضمن المنهج من وزارة التربية وبتمويل من اليونيسف.
الشرفة: وما هي مساهمات بيت الموسيقى في تبني المواهب؟
الشرجبي: كان لنا دور مهم في إبراز عدد من المواهب اليمنية من أمثال فؤاد عبد الواحد الذي فاز بنجم الخليج، والطفلة ابرار الحناني التي فازت بأحسن عازفة بيانو على مستوى الدول العربية في المسابقة التي أقيمت في الشارقة، وكذلك بشير رامي الذي فاز بجائزة رئيس الجمهورية في العزف.
كما إن عددا ممن تخرجوا من بيت الموسيقى - حوالي 900 شاب وشابة - يقومون بتنظيم الحفلات في مدارسهم والحفلات والبازارات الخيرية بما يعني أننا ساهمنا برفع الوعي بأهمية الأغنية في كل المناسبات.

Comments