بعد معرضين كرستهما لأعمال فنية مرسومة على قمصان «تي شيرت» قدمت أحلام علي أخيراً، عرضاً ثالثاً في ساحة سوق شعبية، يعد الأول من نوعه يمنياً، استمر بضع ساعات، وقوبل بإعجاب الجمهور. وثمة بين الحاضرين من ظن أن الأعمال المعروضة قمصان جديدة للبيع.
وعلى رغم تجربتها القصيرة التي لا تزيد عن سنتين، ما انفكت أحلام تثابر على صوغ هوية فنية خاصة بها تمايزها عن المشهد التشكيلي المحلي. هكذا كان الرسم على قمصان «تي شيرت» الوجهة التي وجدت فيها ذاتها، وفق قولها.
تتوزع الرسوم بين البورتريه والأعمال التجريدية والتعبيرية. وتظهر أحلام تقشفاً في استخدام الألوان، إذ تكتفي أحياناً بقوة الإيماء التي ينطوي عليها بعض الألوان مثل الأسود والأحمر بتدرجاته. وكثيراً ما تعتمد على حركة الخطوط كبؤرة جمالية لخلق أشكال تنضح بتعبيرات وتخيلات استبطانية بعضها ينحو منحى سوريالياً.
وتؤكد أحلام أنها ستمضي في الرسم على القمصان بصفته وجهة جمالية وفضاء لتجربتها الفنية. وتقول في حديث إلى «الحياة»: «إنها ستنظم قريباً معرض «تي شيرت» يدور حول فكرة العنصرية في المجتمع اليمني». وتضيف أن المعرض الذي سيقام في الشارع العام سيكون بمثابة استبيان يتلمّس ردود فعل اليمنيين تجاه هذه القضية، مؤكدة أن الثقافة التمييزية العنصرية حاضرة بقوة في المجتمع اليمني وعاشتها أحلام شخصياً.
ويشهد اليمن بروز موجة من التشكيليين الشباب بيد أن الظروف الاقتصادية لهذا البلد الأفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد موريتانيا، غالباً ما تدفع بفنانين كثيرين إلى العمل في مهن أخرى أو قريبة لتوفير لقمة العيش، خصوصاً مع غياب الرعاية الرسمية. وتقول أحلام :«إنها تخصصت في مجال الجيولوجيا لأن الفن لا يسمن ولا يغني من جوع».
وتشي رسوم أحلام علي بنزعات متناقضة تتراوح بين التعبيرات الطفولية وصخب الصدوع النفسية الجوانية ذات التأثيرات السوريالية. وتعزو أحلام لنفسها الريادة في فن الغرافيتي في بلادها، مؤكدة أنها رسمت أعمالاً قبل أن يعرف هذا النوع من الفن حضوراً عبر حملات غرافيتي أطلقها زميلها الرسام الشاب مراد سبيع وآخرون.
Comments
Post a Comment