شباب يمنيون يرسمون رسائل سلام في شوارع صنعاء
فيصل دارم من صنعاء
رسم شباب يمنيون خلال حملة بعنوان "كتاب مفتوح" امتدت على فترة ستة أشهر على الجدران في مختلف شوارع البلاد من أجل الترويج للسلام ورفض العنف. وهدف الشباب المشاركون في الحملة إلى توعية الشارع اليمني بثقافة المحبة والسلام والتعايش مع الآخر ونبذ ثقافة الموت والتطرف والكراهية، حسبما ذكر منظمو الحملة للشرفة.
وقال صاحب فكرة "كتاب مفتوح" تمام الشيباني، "إن ثقافة القتل والسلاح والعنف والموت انتشرت بشكل كبير في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات حتى وصلت شعارات الموت إلى الجدران.
وأضاف، "من هنا جاءت فكرة ’كتاب مفتوح‘ لنحارب ثقافة العنف والتطرف عبر الرسم على الجدران، وانتقاء عبارات ونصوص لمفكرين وأدباء وشخصيات مشهورة على المستوى العالمي تخاطب كل الاتجاهات الموجودة لدى الشارع".
وتابع قائلاً "لقد وجدنا شعارات تحرّض على القتل والعنف والكراهية منتشرة في الجدران في الشوارع ولذلك حرصنا على مواجهة ذلك بثقافة الفن والحياة".
’الجدران منبر للسلم‘
وأكد الشيباني أن "الجدران أصبحت المنبر المهم الداعي للسلام ووسيلة لتوصيل أفكارنا كما أصبحت هذه الأفكار محط اهتمام الجميع".
وأشار الشيباني إلى أن منظمي الحملة اختاروا "كتاب مفتوح" كفكرة أساسية إذ أنه بدا أن الناس هجروا القراءة وانشغلوا بالصراعات بين المكونات السياسية أو الجماعات المسلحة.
وذكر أنه لذلك كانت فكرتهم مركزة على "نقل الكتاب إلى الشارع حيث تحتوي الصفحة الواحدة على مجموعة من العبارات تخاطب عقل القارئ وتجعله يفكر فيها من أجل جذبه للعودة إلى القلم والدفتر والكتاب بدلاً عن الكلاشنكوف".
ولفت الشيباني إلى أن الحملة لاقت ردود فعل إيجابية وتشجيعاً من غالبية اليمنيين، كما أشار إلى أن التفاعل كان في أعلى مستوياته عند شريحة الشباب، لا سيما مع توجيه المنظمين للدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن جانبه، لفت الطالب في جامعة صنعاء محمد الشعري وهو ساعد الشيباني في إطلاق الحملة، إلى أنه تم في "كتاب مفتوح" اختيار العبارات الأشهر لمناضلين وأدباء وسياسيين لرسمها على جدران الشوارع.
واشار إلى أن الحملة بدأت في 23 نيسان/أبريل واستمرت لفترة خمسة أشهر تقريباً في صنعاء، وتوجهت في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى محافظة تعز لتنشر عبارات السلام والحياة بدلاً من ثقافة العنف والصراع.
وأضاف الشعري "اخترنا محافظة تعز كونها عاصمة للثقافة اليمنية" وكونها مستهدفة من الجماعات المسلحة والصراعات الطائفية.
استبدال الكلاشنكوف بكتاب
وبدورها، قالت أثير المجاهد وهي الفتاة الوحيدة في الحملة إنها واجهت صعوبات مختلفة في ظل تطور المبادرة بدأت من أسرتها كونها "الفتاة الوحيدة وسط مجموعة شباب في مجتمع محافظ".
ولكنها أكدت في حديثها للشرفة أن أسرتها وجدت بعد ذلك أن ما تقوم به مع زملائها هو "عمل مميز يستحق الثناء والدعم".
وأكدت على "أهمية استمرار حملة كتاب مفتوح في جميع المحافظات مما سيسمح بالوصول إلى كل شرائح المجتمع من أجل مواجهة ثقافة القتل والتطرف التي استغلها تنظيم القاعدة في تجنيد الشباب، وذلك بهدف تحصين الشباب ضد التطرف والإرهاب".
أما ياسر المجاهد، وهو عضو في الحملة، فقال للشرفة إنه قبل أن ينضم إلى أعضاء فريق حملة "كتاب مفتوح" شاهدهم بالصدفة وهم يرسمون ويدونون العبارات في جدران الشوارع وعندها طلبوا منه المشاركة.
وقال "كان دوري حينها محصوراً على توعية المارة بحملة ’كتاب مفتوح‘".
وأشار المجاهد إلى أن مشاركته تؤكد "مواجهة الفكر المتطرف والجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة الذي يحاول أن يغيّر مفاهيم الإسلام من دين سلام وحياة إلى عنف وكراهية وقتل".
وختم بالقول "نحاول أن نوضح للمجتمع من خلال الرسومات والعبارات المختارة أن [...] امتلاك القوة يكمن في قوة العقل وليس السلاح".
Comments
Post a Comment